م.إسماعيل الفلالي مراكش في :11 فبراير 2010
في البداية لابد أن نهنأ الشعب المصري العظيم ومن خلاله الأمتين العربية والإسلامية بسقوط آخر الفراعنة، وبانتصار إرادة الشعوب على مخططات الحكام المستبدين. إننا نشهد بالفعل ميلاد هذه الأمة العظيمة من جديد. ميلاد عسير اختلط فيه الدم بالدموع ليكتبان صفحة مشرقة من صفحات وأيام هذه الأمة المجيدة. فحق لنا أن نفخر ونفرح، فقليلة هي الأيام التي فرحنا فيها في ظل حكام طغاة انتزعوا الابتسامة من شفاهنا واغتالوا الأحلام في صدورنا.
لكن سقوط الطاغية لا يعني نهاية المطاف. ولا يمكن القول بسقوط نظام فاسد مع بقاء أذنابه وحاشيته، سراق الثورات وبائعي الأحلام. فحذار يا شعوبنا العربية والإسلامية ممن يسمون أنفسهم بحماة الديمقراطية وهم أول من يوجه لها الطعنات تلو الأخرى.لقد سقط الطاغية وذهب إلى مزبلة التاريخ، وبقيت أسماء الشهداء راسخة في قلوب من عاش اللحظة، وستبقى مخلدة في كتب التاريخ لتحكي كيف أن الشعوب استطاعت كسر حاجز الخوف وبناء جسور الأمل في غد أفضل. لكن سراق الثورات، وقطاعي الطرق يوجدون دائما في مكان ما للوقوف دون اكتمال الحلو ووصول المبتغى. إن معركة التطهير، ينبغي أن تبدأ الآن، ولتعي شعوبنا أن محاربة الفساد والمفسدين لا تنتهي بسقوط مفسد، بل ينبغي أن تستمر. فهي معركة يومية يتعين الاستعداد لها لمحاصرة من يختبئون في الغرف المظلمة لاغتيال حلم الشعوب، لفضح من يسرقون مقدراتها، للوقوف في وجه من يسعون للتحكم في مصائر الناس.فليكن صوتك أخي العربي المسلم والمسيحي جدارا منيعا في وجه من يسعى لإقبار إرادتك. ولتكن مسيراتك ونضالاتك مستمرة ما دام هناك مفسدون. لقد صرح المجلس العسكري الحاكم بمصر بأنه ملتزم كل الاتفاقيات والمعاهدات التي أبرمتها الدولة المصرية، وطبعا اتفاقية "كامب ديفيد" أحد الاتفاقيات المخزية التي إن بقيت فليس لذلك معنى سوى استمرار مصر في حماية ظهر الصهاينة. ألا سحقا لهذه الاتفاقية المذلة. إن أول ما ينبغي على الشعب المصري القيام به بعد رجوع الحياة إلى مجراها الطبيعي هو انتخاب حكومة مدنية مواطنة تلغي تلك الاتفاقية المشؤومة، لتعود مصر العظيمة إلى حضن الأمة، إلى دورها العظيم كدولة قائدة وحرة مستقلة كما كانت دائما. و ليس ذلك بعزيز على خير أجناد الأرض، وعلى أبناء الكنانة الذين انتصروا في حرب أكتوبر المجيد، أولئك الأبطال الذين ننتظر منهم استئصال حاشية مبارك من المفسدين والمطبعين .
0 التعليقات:
إرسال تعليق